ماذا بعد مهزلة المشاركة في أولمبياد ريو؟

تصدرت الصحف الوطنية مقالات بكائية عن مهزلة مشاركة المغرب في أولمبياد ريو، وشملت انتقادات قاسية ولكن في حق الفراغ في حق مسؤولين افتراضيين، أما المسؤولين الحقيقيين من احم ودم فلا أحد أشار إليهم، بماذا نفعت هذه المقالات أن لم تحدد المسؤوليات، لا يعقل أن تصرف الدولة ميزانيات ضخمة أضخم من ميزانيات دول أفريقية أو امريكولاتينية حصلت على ميداليات ذهبية؟

هناك اربعة أطراف مسؤولة مطلوبة بالمحاسبة:
أولاً : وزارة الشباب والرياضة، التي لا تتوفر على استراتيجية عمل وأولويات محسوبة بدقة تلائم طبيعة الشباب والمجتمع المغربيين، وبصفة أخص مديرية الرياضة والسلوك الانتهازي الذي يطبع عملها ويجعلها تغطي على الجرائم المالية والتجاوزات القانونية وأخطاء التدبير الرياضي، واي تفتيش نزيه لهذه المديرية هو اول الطريق نحو الإصلاح لما يستتبعه من متابعات خصوصا بتهمة التستر على الفساد الرياضي والإداري والمالي في الجامعات.

ثانيا: الجامعات الرياضية التي بنت أنظمة عصابات للتسيير في أغلبها، وصار القرب والولاء لرئيس الجامعة هما معيار الاختيار والاستفادة من الوزيرة حتى مع ضعف المؤهلات. وطبعا، وغاب ربط المسؤولية بالمحاسبة، ومن العاجل إجراء افتحاصات حقيقية مالية وإدارية ورياضية لتحديد المسؤوليات.

ثالثا: المجلس الوطني الأولمبي المغربي : بسبب سلبيته وخضوعه لسلطة إداريين سابقين بمديرية الرياضة نقلوا إلى المجلس عقلياتهم البيروقراطية، دون التفصيل في جوانب الانتهازية والوصولية خصوصا باسم رئيس المجلس المنشغل بمهامه الكبرى في الدولة.

رابعا : الصحافة

وضمنها الماجورة: حيث تمكن عدد من الصحفيين من الاغتناء او كسب الاظرفة أو الاستفادة من الأسفار والعزومات مقابل غض الطرف عن تجاوزات مديرية الرياضة والجامعات وعن سلبية المجلس الأولمبي.

ومنها أيضا الصحافة التي تركز الرياضة في كرة القدم وتغفل باقي الرياضات، غير عابئة بأن التنمية الرياضية لا تكون بدفع نشاط واحد بل بتنافس مختلف الرياضات داخليا وفي ما بينها، بل إن فشل كرة القدم المغربية رغم الملايير الموضوعة رهن اشارتها والتغطيات الإعلامية الزائدة عن الحد هو نتيجة لهذا الريع الذي افقدها القدرة على التنافس الحقيقي…

لكن نسبة من الصحفيين الأكفاء والنزهاء لا تكفي لممارسة سلطة رابعة، وأغلبهم مهمش الا اذا مارس الحياد السلبي، بدعوى أن هذا هو الواقع.

وبعد، ما الحل؟

الحل يبدأ من تنظيف الساحة ممن يثبت فسادهم أو ضعفهم مع محاسبتهم، والا فلا فائدة ترجي من ذلك …. فهل من إرادة؟

delegation_maroc_a_rio.jpg

Leave A Reply

Your email address will not be published.