غير أن مآسي الفتاة الظاهرة لم تنته عند هذا الحد، فقد تعرضت في بدايات سنة 2008 لحادثة سير تسببت لها في إتلاف الحبل الشوكي وبالتالي إصابتها بشلل تام للنصف السفلي، لم يغير شيئا في إرادتها، ففازت في صيف نفس السنة بميداليتين فضيتين في أولمبياد بيكين الموازي الخاص بذوي الحاجات الخاصة.
واعتبرت هذه البطلة أن قدرها قد تحدد لها في ما هي عليه، وأن أقصى ما تستطيعه هو الاجتهاد لتحقيق تتويجات جديدة في سباق دراجات الأشخاص المعاقين، باعتبارها رياضية من المستوى العالي تتدرب أكثر من 30 ساعة أسبوعيا، استعدادا لأولمبياد لندن 2012، لكن تعرضها لاصطدام خلال التداريب مع راكب دراجة آخر، كان له وقع معاكس للمتوقع، فقد جعلها تشعر بوخز في قدميها، حيث خضعت لعلاج وترويض جعلها تقف من جديد على قدميها وهي في السادسة والعشرين من عمرها.
وتستمتع الفتاة الظاهرة « بكل دقيقة تمشي فيها » حسب تعبيرها، عاجزة عن تفسير ما وقع، وإن كانت فرحتها لا توصف، خصوصا وأنها لم تعد تنظر للآخرين « من تحت » بل في عيونهم وفي مستوى وقفتهم، معتبرة ذلك إحساسا رائعا، كما لم يقدم الأطباء بدورهم تفسيرا مقنعا لهذه الحالة، معتبرين أن حالات قليلة هي التي يتم فيها شفاء كامل لإصابات الحبل الشوكي، وذكر الدكتور مارك باكون أن من المستحيل معرفة ما وقع في حالة مونيك، منوها بما تتوفر عليه مونيك من عزيمة لا تصدق.
غير أن الوجه الآخر للعملة، أن مونيك لم تعد رياضة من المستوى العالي، بل لم يعد من حقها المشاركة في اولمبياد لندن 2012، وكل أملها الآن أن تتدرب لتشارك من أجل المتعة في سباق ماراطون، فقد كانت تستفيد من مثل « رُبّ ضارة نافعة »، أما الآن فهي تعيش في واقعة « رُبّ نافعة ضارة ».