كلام الليل يمحوه النهار، وما حك جلدك مثل ظفرك

مناسبة هذه الكلمة، الحديث عن برنامج استعجالي مرتجل جاء به وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، وهو برنامج يفتقد للجدية والمنطق والمصداقية، وأكيد أن أهم أهدافه التميز عن زميله السابق منصف بلخياط الذي ترك أثرا طيبا رغم أخطائه بإزاء العمل الشبابي، فقد كان ناجحا في القطاع الرياضي، وأعطى دفعة قوية للتسيير الجامعي بمضاعفة منح الجامعات، والتواصل معها.

لقد أخبرت مسؤولا وزاريا ساميا أن إصلاح الجامعات الرياضية لا يمكن أن يتم إلا بعد سجن 3 أو 4 رؤساء جامعات لصوص أو مزورين، ليكونوا عبرة لغيرهم، فأجابني بالحرف: إذا فعلنا ذلك فلن نجد مرشحين لرئاسة الجامعات، وكان ربما يقصد رؤساء يأكلون ويوكلون.

عندما دفعت للمكلف بمديرية الرياضات المسمى عبد الرحمن البكاوي نسخ الشيكين اللذين سحبهما أمزال في إسمه بمبلغ 315.500 درهم ضدا على القانون وكان مفروضا أن يدخل بسببهما السجن، لو كنا في بلد يحفظ المال العام، قال لي المسؤول الوزاري: إذا كان علي أن أحرك هذا الملف فإن رؤساء جاماعت آخرين سيدخلون إلى السجن.

ووصلت إلى قناعة أن وزارة الرياضة هي مقبرة للرياضة، وأن الرياضات التي تعول عليها الدولة (كرة القدم، الفروسية، التنس، الغولف، ألعاب القوى… تصنع برامجها وتجلب مواردها من خارج هذه الوزارة التي أولى لها أن تقفل أبوابها وتتحول إلى مديرية تابعة لوزارة التربية الوطنية، فأكيد أنها ستعطي هكذا أفضل.

أما مهزلة دمج جامعات (الشطرنج والبريدج مثلا؟؟؟؟) وتنزيل رتبة جامعات أخرى إلى درك جمعيات، مع ما يستتبع ذلك من خفض لميزانياتها، فستدخل تاريخ الارتجال من بابه الواسع، وسيتم التراجع عنها مباشرة بعد مغادرة هذا الوزير الذي لا يظهر بينه وبين الرياضة كبير علاقة ومعرفة، وربما قبل مغادرته.

والمشكل الكبير ليس في تطبيق برنامج مرتجل والعودة عنه، بل في سنين الضياع في مواهب كان بإمكانها أن تذهب بعيدا.

ولا حول ولا قوة إلا بالله

Leave A Reply

Your email address will not be published.