لقد كام دوكاستيل واثقا من نفسه ومن مؤهلاته، مقللا من تأثير غياب الحارس نادر المياغري المصاب، معتقدا أنه قادر على استغلال سبق فريق الترجي التونسي (المفترض) للهجوم من أجل الوصول إلى شباكه، فإذا بهذا التحليل يسقط مع الدقيقة الواحدة والعشرين التي سجل فيها الفريق التونسي هدفه الوحيد والكافي لانتزاع أغلب لقب قاري مؤهل إلى كأس العالم للأندية بكل قيمتها وإشعاعها ومواردها.
وأثبت دوكاستيل أنه مدرب بغير ذهنية احترافية حتى وهو يتعيش من كرة القدم، حين لم يبادر لتغيير الخطة الدفاعية بعد تسجيل الهدف التونسي، بخطة هجومية كانت ستؤدي إلى أحد احتمالين: تسجيل هدف التعادل المؤهل للوداد، أو إضافة أهداف تونسية لن تكون أكثر ضررا من الهدف القاتل
ربما فكر المدرب دوكاستيل بمنطق الرجوع بهزيمة « صغيرة » توفر عليه انتقادات الجمهور الودادي، متناسيا أن هذا المنطق سطحي ولا يهم إلا فئة من الجمهور محدود الثقافة الرياضية، علما أن عدة فرق كانت منهزمة بأكثر من هدف واستطاعت أن تقلب الموازين، بمخطط هجومي أربك حسابات الفريق المتقدم بالأهداف.
صحيح أن بعض ممارسات غير رياضية بدرت من مسؤولين وبعض جمهور الفريق التونسي، لكن هذا ليس جديدا في كرة القدم الإفريقية، والمفروض أن يؤخذ بعين الاعتبار بعدم وضع كل البيض في سلة واحدة مثلما فعل المدرب دوكاستل
خلاصة القول، لقد أضاعت الوداد اللقب مرتين، مرة أولى حين لم تستغل فرصة الاستقبال واكتفت بتعادل سلبي، وحين لم تغامر بالهجوم في مباراة الإياب، علما أن أي انتصار لا يمكن أن يأتي إلا بالمغامرة،.
كما أن خطة فريق الفتح في مباراة ذهاب نهاية كأس الاتحاد الإفريقي 2010 نجحت لأنها من جهة كانت متفردة، ومن جهة أخرى لأنها كانت معقولة في شروط التزام الفريق الرباطي بمباراتي الذهاب بالرباط والإياب بتونس وبينهما مباراة نهاية كأس العرش داخل أجل أسبوعين فقط، حيث نجح الفتح في تحقيق اللقبين معا بأقل مجهود