وجاء هذا التأهيل بعد مواجهة صعبة أمام منتخب متوسط ينتمي لبلد صغير محدود الإمكانيات، في وقت كانت أسماء المنتخب الوطني المغربي وازنة وتساوي الكثير في سوق اللاعبين على المستوى الدولي وهي تحمل قميص وطن كبير وعريق بتاريخه ورجالاته.
لقد توفرت الفرديات التي مكنت المنتخب من تسجيل ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لكن الانسجام كان باهتا، وهو ما يمكن اعتباره نتيجة منطقية للاعتماد على تجميع المنتخب من مدارس دولية مختلفة ينتمي لها لاعبون أغلبهم مغاربة مقيمون بدول أروبية من الجيل الثالث والثاني من المهاجرين.
فهل يمكن لباقة الأزهار والورود أن تصنع فصل الربيع حتى وهي تملأ القاعة أريجا وبهجة مؤقتة؟ هذا هو السؤال الذي طرحته الصحافة الجادة منذ سنوات، وهذا هو الهاجس الذي حرك الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتدخل رهان احتراف قبل أوان شروطه الموضوعية، احتراف سيعطي أيضا مواليد مسخا، ولعل سلوكات المسيرين واللاعبين والريع الذي تستفيد منه كرة القدم المغربية نقدا وإعلاما وإدارة، دون أن تتمكن لحد الآن أن تكون منتجة ومستقلة اقتصاديا عن « بزولة الحكومة والمجالس » أبرز شذوذ الكرة المغربية.
الرسالة واضحة: السيد غيريتس بكلفته الغالية على ميزانية الجامعة يحاول أن يوحي بأن دوره محوري في ما تحقق من نتائج منذ قدومه، وهو اعتقاد لا يتقاسمه معه الكثيرون، لأن جميع اللاعبين وجدهم جاهزين، صحيح أنه ساهم بلمسته التربوية والتأطيرية، لكن هذا يمكن أن يقوم به أي مدرب مغربي ناضج توفرت له شروط استقلالية القرار
هذا النقد لا ينتقص من جهود الجامعة واللاعبين والطاقم التقني، ولكنه يقول لهم جميعا: ما زال أفق كرة القدم المغربية محدودا، وما زال موعدنا مع النتائج غير المنتظمة قائما.
آخر الكلام: إلى الذين حاولوا أن يجعلوا من المباراة حدثا كبيرا وعبأوا الجماهير وشحنوها رغم أن المنافس متواضع، وحاولوا أن يجعلوا منها نصرا مبينا حتى قبل إجرائها .. لهم نصيب من المسؤولية في ما وقع من شغب في شوارع مدينة مراكش من طرف عشرات المنحرفين الذين يجدون في جو التعبئة الكروية المجال الخصب لسلوكاتهم المريضة.