وألمحت اللجنة الدولية الأولمبية إلى هذا التهديد في أعقاب رفض المصارعة الجزائرية مريم موسى منازلة نظيرتها الإسرائيلية شاهار ليفي خلال بطولة العالم الأخيرة للجيدو بروما، بل ذهبت أبعد حين هددت بأن يشرع في تنفيذ الإبعاد ابتداء من الألعاب الأولمبية المقبلة بلندن 2012.
وتلوم اللجنة الدولية الأولمبية الرياضيين الجزائريين بكون المؤسسات الرياضية ببلدهم تؤكد المشاركة وتلتزم بقانونها، وهي تعلم بوجود إسرائيل ضمن أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية ما يعني أن رفض منازلة الرياضيين الإسرائيليين يعد انسحابا غير مبرر من المنافسة.
وإذا كانت الجزائر من الدول العربية والإسلامية القليلة التي لا ترتبط بأي علاقات مع إسرائيل، إلا أن القانون الدولي لم يعد يراعي حالات النزاع بين البلدان في ما يتعلق بمختلف الأنشطة الدولية، على عكس ما كان عليه الحال خلال الحرب الباردة ووجود قوة عظمى هي الاتحاد السوفييتي المتزعم لمعسكر قوي كان قادرا على فرض مجموعة من الحقوق العربية في مواجهة إسرائيل، ومنها حق رياضيي الدول العربية في عدم مواجهة نظرائهم الإسرائيليين، وهو البند الذي أسقطته الدول العربية والإسلامية بنفسها حين شرعت في فتح علاقات دبلوماسية أو رياضية أو اقتصادية بداية من نهاية سبعينيات القرن الماضي مع مصر السادات.
على أن موقف الرياضيين الجزائريين ليس نابعا بالضرورة من الموقف الرسمي للدولة الجزائرية، بل إن خطابا للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اعتبر أن التعامل مع إسرائيل يمكن أن يكون ضرورة لا مفر منها، بل من مواقف شخصية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، بدليل أن الوفد الرسمي الجزائري إلى بطولة العالم للجيدو برر موقف الرياضية الجزائرية بزيادة وزنها، بينما أكدت موسى أن موقفها نابع من إيمانها بدعم القضية الفلسطينية.
لقد فقد عدد من اللاعبين العرب ألقابا وإنجازات رياضية بعدما قادتهم القرعة أو الإقصائيات إلى مواجهة لاعبين إسرائيليين، ورغم ارتباط عدة دول بعلاقات ما مع إسرائيل، فسيظل عدد من الرياضيين ينصتون لصوت عاطفتهم القومية مثلما فعلت اللاعبة التونسية عزة بسباس التي رفضت مواجهة الإسرائيلية ناعومي ميلس في منازلة السيف برسم بطولة العالم للمسايفة بمدينة كاطانيا لإيطاليا مؤخرا.